لا تجعل القرآن مجرد شعار
إن الذي يشتغل بالعمل حول النص الشرعي، معناه أنما هو يتخذه شعاراً فقط، ربما من حيث لا يدري! لأنما هو في الواقع يشتغل بمجموعة من الأفكار المجردة، والآراء الشخصانية، أو الجماعية. ولذلك فإنك تجد عملية تداول القرآن ومكابدته في مثل هذا الصف ضعيفةٌ جِدّاً إن لم تكن منعدمة! لأن التحقق برسالات القرآن، وبحقائق الوحي، ليس مقصوداً لذاته في حركة ذلك العمل. وفي ذلك ما فيه من مَثَالِمَ ومَخَارِمَ!
أما الاشتغال بالقرآن وفي القرآن، فهو: عمل يتخذ كتابَ الله أساسَ مشروعه، وصُلْبَ عَمَلِهِ ومنهاجِه، تلاوةً وتزكيةً وتَعَلُّماً وتعليماً! إنه دخول في مسلك القرآن، تَلَقِّياً لآياته، وخضوعاً لحركته التربوية في النفس، ومكابدةً لحقائقه الإيمانية، واستيعاباً لأحكامه وحِكَمِهِ، في طريق حمل النفس على التحقق بمنازلها والتخلق بأخلاقها! إن السير العملي في ميدان الدعوة والتربية على هذا المنهاج هو عين الالتزام بمنهاج النبوة في إصلاح النفس والمجتمع. إنه تمثل حقيقي بحياة الصحابة الكرام، واتباع للطريقة العلمية الحقة في تجديد الدين، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.