مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤذِ جَارِهِ
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَّا يُؤذ جَارِهِ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ".
يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه – رضوان الله عليهم – ومن جاء بعدهم في هذا الحديث بثلاث وصايا هن من أمهات المبادئ الخلقية، لأنهن يسئلن أعظم الأوصاف التي يتحلى بها من كمل إيمانه، وصدق يقينه، وطاب عنصره، وسلم قلبه من آفات الشح والأثرة وغيرها مما يعكر صفو الإيمان ويطفئ نوره.
الوصية الأولى: النهي عن إيذاء الجار بأي لون من ألوان الأذى؛ وذلك لأن الجار له على جاره حقوق جمعها الله في كلمة واحدة، لا تجد في الكلام ما يسد مسدها وهي الإحسان، فقد أوصى جل شأنه بالإحسان إليه بعد الإيصاء بعبادته ونظمه في سلك أقرب المقربين، ليعلم أنه في عدادهم، وأنه من جملتهم، ولا يقل نفعه لجاره عن نفع القريب لقريبه، بل ربما يكون الجار أنفع لجاره من القريب لذوي قرباه.
أقرأ في سورة النساء قوله تعالى
{ وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً } (سورة النساء: 36).
والجار القريب إذا كان مسلماً كان له على جاره ثلاثة حقوق، حق الإسلام، وحق القرابة، وحق الجوار.
وإذا لم يكن مسلماً كان له حق القرابة وحق الجوار، وإذا لم يكن مسلماً ولا قريباً كان له على جاره حق الجوار فقط.