مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ".
فكان صلى الله عليه وسلم يلتقي بهم في مواطن كثيرة ويتحدث معهم حديث من يحب لمن يحب – حديثاً عطوفاً حانياً، أعظم أثراً وأعمق تأثيراً من حديث الوالد لولده، فهو صلى الله عليه وسلم أرحم بهم وبكل مسلم – بوجه عام – من أنفسهم على أنفسهم.
قال تعالى:
{ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ }
(سورة الأحزاب:6).
وكان يتعرف على مشكلاتهم ويسألهم عما يجيش في نفوسهم من رغبة ورهبة، وكانوا يبادلونه حباُ بحب، ويتقربون إليه يناجونه مناجاة ملؤها الوفاء والتقدير، ويبثون إليه ما يجدونه في أنفسهم من فرح أو حرج، فيوجههم إلى ما فيه الخير لهم ولأمتهم في الدنيا والآخرة.
ومن توجيهاته الحكيمة أمره لهم بالزواج لما فيه من صيانة للدين والعرض وتعفف عن الفواحش وما يؤدي إليها فيقول:
"يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ...إلخ".