س 133 : ما دليل الإيمان بالشفاعة، وممن تكون، ولمن تكون، ومتى تكون؟

س 133 : ما دليل الإيمان بالشفاعة، وممن تكون، ولمن تكون، ومتى تكون؟

س 133 : ما دليل الإيمان بالشفاعة، وممن تكون، ولمن تكون، ومتى تكون؟ 

ج : قد أثبت الله عز وجل الشفاعة في كتابه في مواضع كثيرة بقيود ثقيلة، وأخبرنا تعالى أنها ملك له ليس لأحد فيها شيء فقال تعالى: 

( قل لله الشفاعة جميعا)

[الزمر: 44] 

فأما متى تكون؟ فأخبرنا عز وجل أنها لا تكون إلا بإذنه كما قال تعالى: 

(من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه)

[البقرة: 255] 

( ما من شفيع إلا من بعد إذنه)

[يونس: 3] 

( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى)

[النجم: 26] 

( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له)

[سبأ: 23] 

وأما ممن تكون؟ فكما أخبرنا تعالى أنه لا تكون إلا من بعد إذنه، أخبرنا أيضا أنه لا يأذن إلا لأوليائه المرتضين الأخيار كما قال تعالى: 

(لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا)

[النبأ: 38]

وقال: 

(لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا)

[مريم: 87] 

وأما لمن تكون؟ فأخبرنا أنه لا يأذن أن يشفع إلا لمن ارتضى كما قال تعالى: 

(ولا يشفعون إلا لمن ارتضى)

[الأنبياء: ٢٨] 

(يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولا)

[طه: 109] 

وهو سبحانه لا يرتضي إلا أهل التوحيد والإخلاص، وأما غيرهم فقال تعالى: 

( ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع)

[غافر: 18] 

وقال تعالى عنهم: 

( فما لنا من شافعين - ولا صديق حميم)

[الشعراء: 100 - 101] 

وقال تعالى فيهم: 

( فما تنفعهم شفاعة الشافعين)

[المدثر: 48] 

وقد «أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه أوتي الشفاعة، ثم أخبر أنه يأتي فيسجد تحت العرش ويحمد ربه بمحامد يعلمه إياها، لا يبدأ بالشفاعة أولا حتى يقال له:  

«ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع» 

الحديث ثم أخبر أنه لا يشفع في جميع العصاة من أهل التوحيد دفعة واحدة، بل قال: 

«فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة» ، ثم يرجع فيسجد كذلك فيحد له حدا إلى آخر حديث الشفاعة، وقال له أبو هريرة رضي الله عنه: من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: «من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه»