س 145 : ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟

س 145 : ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟

س 145 : ماذا يقتضيه سبق المقادير بالشقاوة والسعادة؟

ج : اتفقت جميع الكتب السماوية والسنن النبوية على أن القدر السابق لا يمنع العمل ولا يوجب الاتكال عليه، بل يوجب الجد والاجتهاد والحرص على العمل الصالح، ولهذا لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بسبق المقادير وجريانها وجفوف القلم بها قال بعضهم: أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل قال: «لا، اعملوا فكل ميسر»

ثم قرأ: 

( فأما من أعطى واتقى)

[الليل: 5]

 فالله سبحانه وتعالى قدر المقادير وهيأ لها أسبابا، وهو الحكيم بما نصبه من الأسباب في المعاش والمعاد، وقد يسر كلا من خلقه لما خلقه له في الدنيا والآخرة، فهو مهيأ له ميسر له، فإذا علم العبد أن مصالح آخرته مرتبطة بالأسباب الموصلة إليها كان أشد اجتهادا في فعلها والقيام بها وأعظم منه في أسباب معاشه ومصالح دنياه، وقد فقه هذا كل الفقه من قال من الصحابة لما سمع أحاديث القدر: ما كنت أشد اجتهادا مني الآن

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: 

«احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز»

وقال صلى الله عليه وسلم لما قيل له: 

«أرأيت دواء نتداوى به ورقى نسترقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: " هي من قدر الله»

حسن

يعني أن الله تعالى قدر الخير والشر وأسباب كل منهما.