سنن وقت ما قبل الفجر
وهذا هو الوقت الأول باعتبار الاستيقاظ من النَّوم , ويمكن تقسيم السُّنَن في هذا الوقت إلى قسمين :
القسم الأول :
الاستيقاظ من النوم وما يعقبه عن أعمال كان يفعلها النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - :
1. يَشُوصُ فاه بالسِّواك , أي : يدلِّكه بالسِّواك .
عن حُذيفةَ - رضي الله عنه - قال:
" كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ"
رواه البخاري برقم (245) , رواه مسلم برقم (255)
ولمسلم في رواية :
" كَانَ رَسُولُ اللّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا قَامَ لِيَتَهَجَّدَ، يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ"
رواه مسلم برقم (255)
2. يقول الذكر الوارد عند الاستيقاظ من النَّوم .
وهو ما جاء في صحيح البخاري من حديث حذيفة -رضي الله عنه- قال :
" كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ قَالَ : " بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أَمُوتُ وَ أَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ قَالَ: " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"
رواه البخاري برقم (6324). ورواه مسلم من حديث البراء - رضي الله عنه -. رواه مسلم برقم (2711)
3. يمسح النوم عن وجهه.
4. وينظر إلى السماء.
5. ويقرأ الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران .
وهذه ثلاث سُنَن جاءت في
حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المتفق عليه :
" أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهِيَ خَالَتُهُ فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ , وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَهْلُهُ فِي طُولِهَا , فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ , أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ , أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ , اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ , ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ , ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ فَتَوَضَّأَ مِنْهَا فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ , ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي ".
رواه البخاري برقم (183) , رواه مسلم برقم (763) .
:" فَقَامَ نَبِيُّ اللّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ, ثُمَّ خَرَجَ فَنَظَرَ إِلى السَّمَاءِ, ثُمَّ تَلاَ هذِهِ الآيَةَ فِي آلِ عِمْرَانَ:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ...}[آل عمران190 ].
وفي رواية لمسلم (256)
وفي رواية مسلم بيانٌ لِمَا يقرأه من أراد تطبيق هذه السُّنَّة , فإنه يبدأ من قوله تعالى :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}
إلى خاتمة آل عمران .
6. يغسل يديه ثلاثاً.
لحديث أبِي هريرة - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم – قال :
" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ، فَلاَ يُدْخِلُ يَدَهُ فِي الإِنَاء حتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثاً، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ "
رواه البخاري برقم (162) , رواه مسلم برقم (278)
7. أن يستنشق , ويستنثر بالماء ثلاثاً .
لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أَنََّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قَالَ:
" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَبِيتُ عَلَى خَيَاشِيمِهِ"
رواه البخاري برقم (3295) , رواه مسلم برقم (238) .
وفي رواية البخاري :
" إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ مَنَامِهِ فَتَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ ثَلَاثًا..."
رواه البخاري برقم (3295) .
8. ثم يتوضأ .
لحديث ابن عباس - رضي الله عنهما - المتقدِّم حينما أراد النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - الصَّلاة , قام إلى قِرْبة معلَّقة فتوضأ منها .
وعند الوضوء , نقف وقفة نبيِّن فيها سُنناً في الوضوء على وجه الاختصار والعَدِّ, لا على وجه التفصيل والحصر؛ لأنها معلومة , وإنما نذكِّر بها ؛ إتماماً للسُّنَن.