احثوا في وجوه المداحين التراب

احثوا في وجوه المداحين التراب

عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ ،أَنَّ رَجُلًا جَعَلَ يَمْدَحُ عُثْمَانَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –فَعَمِدَ الْمِقْدَادُ– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – فَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ - وَكَانَ رَجُلًا ضَخْمًا فَجَعَلَ يَحْثُو فِي وَجْهِهِ الْحَصْبَاءَ، فَقَالَ لَهُ عُثْمَانُ مَا شَأْنُكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا فِي وُجُوهِهِمْ التُّرَابَ".

كان النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يبغض المدح؛ لما يؤدي إليه من المبالغة الداعية إلى الكذب والمؤذنة بشيء من النفاق يعرف على صفحات وجه المادح أو في فلتات لسانه.

وكان – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أحياناً يقبل الثناء عليه من المخلصين من أصحابه مجاملة وإفساحاً لهم في التعبير عن حبهم إياه، ولكن إذا صدر من أحدهم مبالغة نهاه عنها بلطف وأدب.