إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ
عَنْ أَبِي ذَرٍّ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ:
إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَنَا: "إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ قَائِمٌ فَلْيَجْلِسْ، فَإِنْ ذَهَبَ عَنْهُ الْغَضَبُ وَإِلَّا فَلْيَضْطَجِعْ".
وَعَنْ أَبي وَائِلٍ الْقَاصُّ قَالَ:
دَخَلْنَا عَلَى عُرْوَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّعْدِيِّ فَكَلَّمَهُ رَجُلٌ فَأَغْضَبَهُ، فَقَامَ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ رَجَعَ وَقَدْ تَوَضَّأَ فَقَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي عَطِيَّةَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ الْغَضَبَ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنْ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ".
الغضب آفة من الآفات التي تسلب لب الإنسان في كثير من الأحيان، وتطغى على مشاعره الجياشة بالحب فتفسدها وتعكس أوضاعها، وتحدث في النفس لوعى وأسى.
والغضب كما يؤثر على القوى العقلية والنفسية يؤثر بالضرورة تأثيراً شديداً على القوى العصبية والأوعية الدموية؛ فيصاب المرء الغضوب باضطراب شديد في هذه الأجهزة وارتفاع في ضغط الدم، وسرعة شديدة في ضربات القلب.
فعلى المسلم أن يجتنب أسبابه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ويتوقى مواطنه بقدر إمكانه.
وأكثر الأمراض التي يعاني منها الإنسان سببها الغضب الشديد كما يقرر الأطباء.
واعلم – أيها الأخ المسلم – أن المؤمن القوي في إيمانه وفي حزمه وعزمه، هو الذي يستطيع أن يملك نفسه عند الغضب فينتشل نفسه منه قبل أن يفتك به، وينتزع نفسه من خصمه بالسكوت عنه وعدم مواجهته والانسحاب المأمون من طريقه حتى يسلم من شره وشر الغضب الذي أحاط به.
ومن الأدوية التي يُعالج بها الغضب الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ فمن استعاذ بالله أعاذه وعصمه ممن استعاذ به منه.