لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ

لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

"لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ فَإِنَّهُ لَا يَدْرِي لَعَلَّ الشَّيْطَانَ يَنْزِعُ فِي يَدِهِ فَيَقَعُ فِي حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ".

كان النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعلم أصحابه الحيطة والحذر مما فيه خطر متوقع على الدين أو على النفس أو على النسل أو على العقل أو على المال، فهذه هي الضروريات الخمسة التي يجب على المسلمين حفظها بالوسائل المشروعة.

وكان عليه الصلاة والسلام يؤدبهم بالآداب التي جاء بها القرآن الكريم كتوقير الأخ لأخيه والاستحياء منه في الأمور التي يعلم أنه يستنكف منها أو يخشاها على نفسه، أو يرى فيها شيئاً من الإهانة أو الاستخفاف بعدم المبالاة به أو عدم رعاية مشاعره.

فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

"لَا يُشِيرُ أَحَدُكُمْ عَلَى أَخِيهِ بِالسِّلَاحِ" 

جملة خبرية في اللفظ طلبية في المعنى، أي لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح بأن يرفعه عليه يخيفه به ولو على سبيل المزاح؛ فإن مجرد رفعه عليه يعد نوعاً من الهوس والحماقة، وهو أمر ينبغي أن يتنزه عنه المسلم العاقل لما يؤدي إليه من نتائج غير محمودة، فربما يصيب أخاه بهذا السلاح رغم أنفه، وربما يظن صاحبه أن يريد الفتك به فيعاجله بضربة قد تودي بحياته، وربما يؤدي رفع السلاح إلى إثارة العداوة والبعضاء بينهما، وربما يستاء لذلك واحد من أهله فيندفع إلى صاحب السلاح بسلاحه فيقتتلان فيكون ذلك بمسابة الشرارة التي تضرم النار في الوقود فلا يدرك مداها إلا الله.

يقاس على الإشارة بالسلاح كل ما يخيف المؤمن أو يصيبه بالضرر؛ فإن الإسلام مبني على العدل المطلق وعدم المضارة في النفس أو في المال.

ومن نظر في تعاليم الإسلام وجدها تقوم على العدل والفضل والاحترام المتبادل بين الناس.