لله أرحم بعباده من هذه بولدها
كيفية التعليم : إذا أردنا منهجًا متميِّزًا في تعليم الناس أو دعوتهم إلى الحق، فلن نجد أعظم ولا أفضل من المنهج النبوي الفريد في التعليم والتربية، وهي ليست كلمات نظرية كتلك التي نقرؤها في كتب التربية، ومناهج التدريس، بل هي مواقف عملية ودروس تربوية، تصلح أن تكون فنًّا أو أصولاً يتبعها المربُّون لإصلاح وتربية الصغار والكبار على السواء.
ولنتأمل بعضًا من طرق ووسائل تعليمه - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمته:
لله أرحم بعباده من هذه بولدها:كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - تحدث أمامه أحداث معينة، فينتهز مشابهة ما يرى لمعنًى معينٍ يريد تعليمه للصحابة، ومشاكلته لتوجيه مناسب يريد بثَّه لأصحابه، وعندئذ يكون هذا المعنى، وذلك التوجيه أوضح ما يكون في نفوسهم - رضوان الله عليهم - ومن ذلك ما رواه عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قدِم على النبي - صلى الله عليه وسلم - سبْيٌ، فإذا امرأة في السبي قد تحلب ثدياها تسعى، إذا وجدت صبيًّا في السبي، أخَذته فألصَقته ببطنها، وأرضعته، فقال لنا النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -:
((أترون هذه طارحةً ولدَها في النار؟)) قلنا: لا، وهي تقدر على ألا تطرحه، فقال: ((لله أرحمُ بعباده من هذه بولدها)).
"فانتهز - صلَّى الله عليه وسلَّم - المناسبة القائمة بين يديه مع أصحابه، المشهود فيها حنان الأم الفاقدة على رضيعها إذ وجدته، وضرب بها المشاكلة والمشابهة برحمة الله - تعالى - ليعرف الناس رحمة رب الناس بعباده"