هل يوجد جزاء للمسلم العابد في الدنيا أم فقط جزاؤه الجنة؟
س: هل يوجد جزاء للمسلم العابد في الدنيا أم فقط جزاؤه الجنة؟
ج: الله هو خالق الإنسان وأعلم بصفات الإنسان وحاجاته؛ فالله هو الذي أمرنا بعبادته، وجعل صلاح قلوبنا وأجسادنا وصحتنا في تحقيق ما يأمر به الله، واجتناب ما ينهى عنه الله، وجعل فساد الإنسان ومرضه وشره في فعل ما نهى الله عنه، وترك ما أمره الله به، وجعل له حوافز ترغِّبه في الاستمرار في الطريق؛ حتى ترغب نفسه وتستمر في السير الحثيث لتحقيق الغاية الأساسية، وهي عبودية الله.
فالمؤمن له جزاء أعماله في الدنيا قبل الآخرة؛ من الرزق والخير والبركة والتوفيق، والأنس والطمأنينة،
فالطاعة ترضي الله، ورضا الله له ثمرة في الدنيا قبل الآخرة، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان!
فالشكر زيادة في الرزق، والصدقة نماء وزيادة وبركة في المال، والاستغفار ماحٍ للذنوب التي هي أسباب الشرور والأمراض والبلايا، فإن حصل بلاء فالاستغفار هو الدواء، وأما في الآخرة جعل الله جزاءَ محبته وعبادته هي دخول الجنة، وتكتمل اللذة والسعادة بالنظر إلى وجه الله، (نسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم)؛ فالنظر لوجه الله له لذة كاملة أعظم من لذة الطعام اللذيذ والشراب، ولذة النظر للمناظر الجميلة، وإنما كان في الدنيا لذات حتى نتصور معنى اللذة، وإلا فإن لذة النظر إلى وجه الله هي أكمل وأعظم لذة! فالعبادة هي الأصلح للإنسان في دينه ودنياه.