مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا

مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

"مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ لِأَخِيهِ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهَا؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُؤْخَذَ لِأَخِيهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَخِيهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ".

فطرحت وصية تبدو وكأنها وصية مودع، تحمل في طياتها أموراً ذات بال، قد ينساها الإنسان أو يتناساها؛ لبعده عن الله عز وجل؛ وشدة تعلقه بالدنيا واتباعه للهوى، وانطباعه على الأثرة وحب الذات.

من هذه الأمور الأخوة الصادقة بين المؤمنين وما لها من حقوق يجب أن تؤدى، وآداب ينبغي أن تراعى، وحرمات يجب أن تصان.

ومنها توخي العدل بين الناس مسليمن وغير مسلمين؛ ومعرفة الأسس التي يقوم عليها، وكيفية تطبيقه على النحو الأمثل؛ من أجل استقرار الأمن ونشر السلام في ربوع البلاد بين العباد.

ومنها أن الإنسان إذا أخطأ في حق أخيه وجب عليه أن يعتذر إليه، ويرد إليه ما اقتطعه منه بالمعروف إن استطاع إلى ذلك سبيلا. أو يطلب منه السماح فيه بحكمة وتلطف وأدب.

والظلم في اللغة: وضع الشيء في غير موضعه، وهو بمعنى المنع أو النقص.

وسميَّ الظلم ظلماً لأنه يشبه الظلمة؛ لما فيه من ستر الحقائق وضياع للحقوق.

والمظلمة – بكسر اللام – نوعان.

مظلمة مادية تتمثل في الأموال النقدية والأمتعة ونحوها مما يتملك.

ومظلمة معنوية تتعلق بالأعراض والحرمات والآداب العامة والأعراف المتبعة في إعطاء كل ذي حق حقه من الاحترام والحرية، ونحو ذلك مما يجب أن يؤدي ولا يُملك.