معارج القلب إلى حياة الروح
عندما نقول هنا جمالية الدين فإننا نعني أن الله عز وجل الذي جعل الدين جميلاً، قصَد أن يكون التدين جميلاً أيضا، قصداً تشريعياً أصيلاً، بمعنى أن ذلك قُصِدَ منه ابتداءٌ، وليس صدفة واتفاقاً! فالجمالية: هنا متعلقة بتلك الإرادة الإلهية الجميلة التي قضت أن (يتجمل) الناس بالدين، ويتزينوا به؛ عبادة لله رب العالمين، ومنهاجاً لعمران الإنسان في الأرض. مصداقاً للحديث النبوي الشريف: (إن الله تعالى جميل يحب الجمال).
والتجميل المطلوب في هذا الحديث، يتعلق بالشكل والمضمون معا.
فإن (جمالية الدين) مفهوم له امتداد كلي شمولي؛ إذْ يمتد ليغطي علاقات المسلم بأبعادها الثلاثة: علاقته مع ربه، وعلاقته مع الإنسان، ثم علاقته مع البيئة أو الكون والطبيعة. وما يطبع ذلك كله من معاني الخير والمحبة والجمال. وكل ذلك يدخل تحت مفهوم (العبادة) بمعناه القرآني الكلي، الذي هو غاية الغايات من الخلق والتكوين