كيف أحب الله؟
لا يحب الإنسان شيئًا إلا حينما يعرف حاجته له، ويعلم عنه وعن صفاته وقدرته وإمكانيَّاته، وماذا يمكن أن يقدم له.
فمحبة الله تكون بـ:
١- معرفة ضعف الإنسان وحاجته:
إذا علم الإنسان ضعف نفسه وقلة علمه، وقلة حيلته وحاجته للرزق وللأمان وللرحمة، وللاستقرار وللأنس، وللمنافع وللمساعدة، فيبحث بفطرته عن أشياء تحقق له ذلك.
٢- معرفة الله بأسمائه وصفاته وكماله وقوته:
فإذا علم الإنسان عن ربه وأسمائه الحسنى وصفاته الكاملة، وعلم أن حاجات الإنسان كلها عند الله، ولا أحد يقدر على نفع الإنسان وصلاحه ورزقه إلا الله.
وعلم أنها عند الله فقط، وأنه يقدر على تلبية احتياجاته وتقوية ضَعفه، والتكفل برزقه وإطعامه، وحفظه ورد الأذى والشر عنه، حينها يحب الله ويتعلق قلبه به، فإذا اكتملت المحبة يأتي الخضوع والذل وهو العبودية.
إن العبادة: هي كمال المحبة بكمال الذل والخضوع:
فبعض الناس علم ضَعفه وحاجته، وجهل من يحقق مطلبه، ولم يعرف من يلبي حاجته، فتعلق قلبه بغير الله، فظن أنه يحقق حاجته، فذلل جوارحه له، فهذا الشرك وهو عبودية الخلق للخلق لضعف علمهم، فالعبودية لا تُصرَف إلا لمن يستحق - وهو الله وحده - الافتقار إليه.