يا عمرو، صلَّيتَ بأصحابك وأنت جُنب؟
ثم نراه صلى الله عليه وسلم مع عمرو بن العاص أيضًا متفهِّمًا ورافعًا للحرج؛ إذ حدث أن احتلم عمرو بن العاص في ليلة باردة، وخَشِي على نفسه إن اغتسل أن يعتلَّ، فتيمَّم وصلَّى بالناس، وكأنَّ بعض الصحابة شك في هذا الصنيع من عمرو، فذهب إلى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول له: إنَّ عمرًا صلَّى بنا وهو جُنب! قال الرسول:
يا عمرو، صلَّيتَ بأصحابك وأنت جُنب؟ فأخبره بالذي منَعه من الاغتسال، لقد خشِي على نفسه من قسوة البرد، والله يقول: {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} [النساء: 29]، فضحِك الرسول ولم يقل شيئًا.