القرآن مشروع العمر
وإن القرآن لهو بحق مشروع العمر، وبرنامج العبد في سيره إلى الله حتى يلقى الله! وما كان تنجيم القرآن، وتصريف آياته على مدى ثلاث وعشرين سنةً، إلا خدمةً لهذا المقصد الرباني الحكيم! ولقد استغرقَ القرآنُ عُمْرَ النبي-صلى الله عليه وسلم-، وأعمارَ صحابته الكرام جميعاً، فكان منهم من قضى نحبه قبل تمام نزوله، ومنهم من لم يزل ينتظر، حتى جاهد به على تمامه في الآفاق بَقِيَّةَ عمره، إلى أن توفاه الله! لقد عاشوا بالقرآن وللقرآن، وما بدلوا تبديلاً! فكانوا هم الأحق بلقب: "جيل القرآن"، أو "أمة القرآن!"..