التدبر التفكر التذكر
إن التدبر والتفكر يؤولان معاً إلى مصطلح قرآني مركزي ثالث، ألا وهو "التَّذَكُّرُ" بالذال المعجمة، أو "الاِدِّكَارُ" بالدال المهملة ومشتقاتهما وهما سواء(2). قال تعالى:
﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الأَلْبَابِ﴾
(ص: 29)
وقال سبحانه:
﴿وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾
(القمر: 17).
وإنما يختص "التدبر" بتحصيل الذكرى عن طريق النظر في الآيات القرآنية. بينما يختص "التفكر" بتحصيل الذكرى بالآيات الكونية. هذا هو الغالب، وربما وجدت هذا بمعنى ذاك. إذ بينهما علاقة جدلية؛ لأن أحدهما يؤدي إلى الآخر.
فالتدبر للقرآن يقودك إلى التفكر في الوجود، والتفكر في الوجود يعود بك إلى القرآن. وهما معا في جميع الأحوال يثمران تَذَكُّراً للقلب وذكرى.