إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ

إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ

عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالت: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: 

"إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ وَهُوَ يُصَلِّي فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ؛ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَا يَدْرِي لَعَلَّهُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبُّ نَفْسَهُ".

الصلاة روحها الخشوع، والخشوع إنما يتحقق بكمال الانتباه واليقظة، وينقص إذا التفت المصلي في صلاته، أو شُغل عنها بأي شاغل من شواغل الدنيا، أو أدركه النعاس لأي سبب من الأسباب، فعندئذ ماذا يفعل؟، هل يتمادى في الصلاة أم يقطعها فينام حتى يستريح ويذهب عنه النوم ثم يعود إليها.

والنظر في هذه الوصية يكشف عن سماحة الإسلام ويسره، ورفعه للحرج، ودفعه للمشقة، ورحمته لمعتنقيه.

وإذا شعر المصلي بالنعاس الخفيف أتم ما نوى أن يصليه ثم نام.

فإذا كان قد نوى أن يصلي ركعتين وغلبه النعاس بعد أن ركع الركعة الأولى فقد انعقد العمل فلا ينبغي أن يبطله، ولكن يتمه.

ويؤخذ من هذا الحديث – فوق ما ذكرنا – وجوب الأخذ بالاحتياط في الصلاة؛ لأن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد علل الأمر بأمر محتمل الوقوع غالباً؛ فإن الذي يصيبه النعاس لا يدري على وجه التحديد ما يتفوه به في صلاته.

ويؤخذ منه أيضاً الحث على الخشوع وحضور القلب في الصلاة حتى تقع الصلاة على النحو الأكمل بقدر الطاقة البشرية.

ويؤخذ منه كذلك أن المسلم ينبغي أن يؤدي ما عليه من الواجبات وهو بكامل قواه العقلية والنفسية – ولا سيما – في الصلاة بوصفها صلة وثيقة بين العبد وربه، وبوصفها عماد الدين وركنه الركين، وحضور القلب فيها من الضروريات التي تجعلها مقبولة عند الله عز وجل؛ فالصلاة ذكر والنعاس غفلة، فكيف يجتمع المتناقضان في عبادة الشأن فيها أن يكون مؤديها على وعي تام بما يفعل وبما يقول.

ولكي لا ينام في الصلاة عليه ألا يأكل كثيراً؛ فمن أكل كثيراً، نام كثيراً ومن نام كثيراً فاته خير كثير.

ويستحب للمسلم إذا أراد أن يكثر من الصلاة – ولا سيما في الليل – أن ينشط نفسه إذا أحس بالكسل، وأن يصلي في مكان مستنير؛ لأن الظلام يجلب النوم والكسل – في الغالب – .