اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ

اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ

عن ابْنِ عَبَّاسٍ أرضي الله عنهما قال: قال رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ:

"اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتِكَ قَبْلَ سَقَمِكَ وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ وَفَرَاغِكَ قَبْلَ شُغْلِكَ وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ".

هذا الحديث واضحٌ في معانيه، قوي في مقاصده ومراميه، جامع لما فيه الخير للمسلم في دينه ودنياه، ولا شك أن صلاح الدنيا في صلاح الدين، وصلاح الآخرة في صلاحهما معاً، باعتبار أن الدنيا مزرعة للآخرة، وأنها لن تكون كذلك إلا إذا كان الدين منهجها ودستورها.

فالحياةُ أنفاس معدودة في أماكن محدودة تنقطع بالموت في وقت ربما لا يكون في الحسبان، فيندم المرء على ضياع العمر فيما لا ينفع، فلا يجديه الندم شيئاً ولا يخلصه مما وقع فيه من التقصير في حق نفسه، والتفريط في حقوق ربه.

فمن تفقه تعاليم الاسلام العظيمة في الإفادة من الحياة الأولى للحياة الكبرى، وإنه لمن فضل الله ودلائل توفيقه أن يلهم الرجل استغلال كل ساعة من عمره في العمل، أو الاستجمام من جهد استعداداً لجهد آخر.