اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: 

"إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً، أَوْ اشْتَرَى خَادِمًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ. وَإِن اشْتَرَى بَعِيرًا، فَلْيَأْخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ، وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ".

وفي رواية قَالَ: 

"ثُمَّ لِيَأْخُذْ بِنَاصِيَتِهَا وَلْيَدْعُ بِالْبَرَكَةِ" أَي فِي الْمَرْأَةِ وَالْخَادِمِ.

المرأة الصالحة حسنة من حسنات الدنيا ونعمة من أجل النعم التي يمن الله بها على الرجل؛ لإنه يشعر معها بالسكون النفسي والجنسي، ويجد فيها روحه وريحانه، ويعتمد عليها في حماية بيته وتدبير شئونه وتربية أولاده، ويلقي منها ما يتمنى أن يلقاه كل رجل من الزوجة التي يتخيرها ويبذل وسعه في اختيارها، فهي أفضل ما يؤتاه المرء بعد تقوى الله عز وجل

قوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً" أي إذا أدخلت عليه وأسلمت نفسها إليه، فإنه يأخذ بناصيتها ويدعو بهذا الدعاء بعد أن يحمد الله – عز وجل – بقلبه ولسانه ويثني عليه بما هو أهله، ويصلي ويسلم على نبيه محمد – صلوات الله وسلامه عليه – كما هو معروف عند البدء في الدعاء.

وقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ", معناه: اللهم إني أسألك أن تنفعني بما فيها من خير، فتجعلها حصناً لي من الحرام، وتغنيني بها عن التطلع إلى ما لا يحل لي النظر إليه، وتمتعني بمالها وجمالها – إن كانت ذات مال وجمال – وتؤنس بها وحدتي، وتفرج بها همي، وتوفقها لطاعتك ثم توفقها لطاعتي، وترزقني منها البنين والبنات، إلى غير ذلك من المطالب التي يستحضرها الداعي في دعائه؛ فإن الخير كلمة واسعة الدلالة تشمل هذه كله وغيره.

فالداعي كلما كرر الدعاء بلفظه أو بمعناه كان ذلك أحب إلى الله عز وجل وكان هذا الإلحاح في الدعاء معيناً على قبوله إن شاء الله.

فلكي يستجاب للرجل في هذا الدعاء عليه أن يدعو لزوجته بأن يرزقها خيره ويكفيها شره.

ويستحب لها أن تدعو لنفسها بما يدعو هو به لنفسه.

والدعاء في هذه الحال يُدخل الطمأنينة والسكينة على الزوجين ويجعلهما أكثر تودداً وألفة، إذ يشعر كل منهما بحرص الآخر على حصول الخير منه في عاجل أمره وآجله.

وهذا الدعاء ليس مقصوراً على أول لقاء، ولكن مطلوب عندما يشعر كل منهما بشيء من الشر قد أقبل عليه من جهة صاحبه، أو خاف خاف أن يقبل عليه. إلا أنه في أول لقاء آكد وأحب.