الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ
بني الإسلام على الأخوة الإيمانية التي جمعت بين الناس على اختلاف أجناسهم وبيئاتهم بغض النظر عن أنسابهم وأحسابهم ودرجاتهم في العلم والمال والمنصب.
والأخوة في الدين نعمة من أجل النعم وأعظمها، بها يتكافل المسلمون ويتعايشون فيما بينهم في حب وسلام ووئام، وبها ينصرون على أعدائهم لأنها قوة في ذاتها، فإذا ما استقر الإيمان في القلوب تلاشت الضغائن والأحقاد وائتلفت القلوب والأرواح، واجتمع المتآخون على هدف واحد، ورأي واحد وكلمة واحدة، وسعدوا بهذه الأخوة المباركة في دنياهم وآخرتهم، وعجزت كل القوى الشريرة أن تنال منهم نيلاً مهما كان شأنه، فليس بعد أخوة الإسلام من نعمة.
وقد وجد المسلمون في هذه الأخوة أعظم ما تجده البشرية في التاريخ كله؛ إذ لم يحدثنا التاريخ عن أخوة بلغت ما بلغته أخوة المهاجرين والأنصار، ولو كانت هناك في الزمان السابق أخوة تماثلها أو تدانيها لحدثنا القرآن عنها.