اقرأ القرآن في الغدو والأصال
لا شك أن القرآن هو لكل الأوقات، لكن المؤمن لا يعيش حياته ارتجالاً. سواء في ذلك عباداته وعاداته. كيف وقد جعل الله علينا فرائضه أوقاتاً؟
{إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَٰبًا مَّوْقُوتًا}
(النساء:103).
ومن هنا كان إرشاد الحق عباده الذاكرين إلى أوقات بعينها، باعتبارها ذات جمال خاص للعبادة والذكر. وقد كانت أوقات الأنبياء والصالحين ـ كما جاء في كتاب الله ـ تتوزع بين الغداة والعشي ثم الليل. والقرآن هو تلك الأوقات جميعاً. لكن لك أن تختار منها حسب ظروفك وأحوالك وبعضها طبعاً أفضل من بعض، كما سترى بحول الله. فإن كنت بدأت نهارك بورد الأذكار؛ فلك أن تجعل ورد القرآن مساءً أو بليل.
إن قرآن المساء وذكره ـ كقرآن البكور ـ له ذوق خاص عند الذاكرين المفردين، كما في كتاب الله. قال عز وجل:
{وَٱذْكُر رَّبَّكَ فِى نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ ٱلْجَهْرِ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِٱلْغُدُوِّ وَٱلْأَصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ ٱلْغَٰفِلِينَ}
(الأعراف: 205).
فالغدو هو البكور من الصباح، أي أول النهار وبدايته. والآصال، مفرده: أصيل. وهو كما في كتب اللغة والتفسير: (وقت ما بين العصر إلى الغروب). فهو سويعات آخر النهار حيث يبرد حر الشمس وتهدأ أشعتها، وتلين أضواؤها، وتطول الظلال وتمتد. ولذلك كان من أجمل أوقات النهار.