لماذا أكثر الأحاديث من رواية أبي هريرة؟
دأب منكرو السُّنَّة على تلمس النقائص لرواة السُّنَّة النبوية من الصحابة والتابعين، والصحابة والصحابة هم وحدهم الذين رووا الحديث النبوي والأفعال والموافقات.
فهم رجال الطبقة الأولى من الرواة، سواء كانت الرواية عن السماع والرؤية المباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو روى من لم يسمع منهم من النبي مباشرة عن من سمع منه أو رأى.
والتابعون هم الذين نقلوا السُّنَّة عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين. ولولا هؤلاء جميعاً ما وصلنا منها شيء قط لذلك نجد منكري السُّنَّة شديدي الحقد على الرواة جميعاً، وهم يرسلون القول على عواهنه، ويطلقون ألسنتهم في سيرتهم الطاهرة ليدنسوها، من أجل الوصول إلى إسقاط السُّنَّة من عليائها لو استطاعوا، وهيهات هيهات فالصحابة عندهم غير عدول، يعني لا يوثق في قولهم ولا في فعلهم، ويدعون أنهم كان يطعن بعضهم في بعض، وأن منهم الخونة والمنافقين؟.
ويلوم منكرو السُّنَّة المسلمين لأنهم اتخذوا الصحابة قدوة حسنة، ونسوا – يعني المسلمين – ما قاله القرآن في الصحابة، من ذم ونقد وتعنيف؟!.
أما التابعون، فقد رأينا كبار كهنة منكري السُّنَّة يتهمونهم بأنهم هم الذين زوروا الأحاديث النبوية ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكأنها أقواله وأدخلوا الغش على الناس، وجعلوا هم والفقهاء السُّنَّة مصدراً ثانياً للتشريع في الإسلام بعد القرآن؟!
فهذه شهادة وتزكية غالية من الله عز وجل للصحابة والتابعين معا. رجال خير القرون في أمة الإسلام فماذا يقول منكرو السُّنَّة الحاقدون في من أثنى الله عليه هذا الثناء. والله لا يحابي أحداً، ولا يقول إلا الصدق فقد رضي عنهم، ورضوا عنه.. وذلك هو الفوز العظيم.
وقال الحافظ ابن كثير: "والصحابة كلهم عدول عند أهل السُّنَّة والجماعة..." وقول المعتزلة: "الصحابة عدول إلا من قاتل علياً" قول باطل.
وقال: وأما طوائف الروافض وجهلهم، وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كلهم كفروا إلا سبعة عشر صحابياً فهو من الهذيان أقول: إن الصحابة كلهم عدول بشهادة الله لهم وشهادة الرسول الكريم. وكذلك التابعون لهم بإحسان، وبعد الذي قدمناه نختم الدفاع بشهادة الله، وشهادة رسوله، وكفى بذلك فضلاً من الله ونعمه.