القرآن يحقق الإنسانية الكبرى
إن هذا القرآن بعمقه الكوني هذا، المطلق عن الزمان والمكان يحقق أخوة إنسانية كبرى، لا يمكن أن تتحقق على هذا الوزان بسواه؛ لأنه شبكة اتصال وجودية ذات أنسجة أفقية وعمودية، فيها مداخلُ لا حصر لها للإمكانات البشرية.
ولذلك فهو يتيح لكل إنسان مهما كانت ميوله وإمكاناته الطبيعية والفطرية والاجتماعية والثقافية أن يتصل بحقائق الوجود الحق:
﴿وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيم * صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾
(الشورى:52-53).
وبما أن شبكته موئلها - في نهاية المطاف- واحد، فهي تصل في الختم إلى الحق الواحد
﴿أَلاَ إِلَى اللهِ تَصِيرُ الأُمُورُ﴾
(الشورى:53)،
وهنالك يجد المؤمن لذة التعرف إلى الله جل وعلا.