قصة السير إلى الله
أنظر إلى الأرض كيف تجري في دورتها بين دفتي الليل والنهار: تسير إلى محطتها الأخيرة!
نحن هنا مسافرون كرهاً لا طوعاً! عمرك المحدود بأجله هو مدة الرحلة! رحلة ليس بيدك توقيت انطلاقها، ولا موعد وصولها.. وليس بيدك ايقاف السير ولا لثانية واحدة! هل تستطيع إيقاف الأرض عن الدوران؟.. الأرض غاربة حتماً يا صاح! والعمر راحل لا يستشيرك! فتأمل!
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلْإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَٰقِيهِ}
(الانشقاق: 6).
فإما لقاء المحبين؛ وإما لقاء المحاربين!
نعم، أنت راحل لا ختيار لك! ولكن لك أن تختار الاتجاه، ما بين معارج الدرجات ومهاوي الدركات! أي ما بين طريق العالم العلوي، وطريق العالم السفلي! فالأرض تدور بين شروق وغروب وإنما السعيد من حوَّل الاتجاه إلى مشرق النور، حيث الخلود الجميل.. فإذا السفر يتحول من وحشة مظلمة إلى أنس عظيم بالله! ذلك طريق النور، فافتح عينيك: وتدبر، ثم أبصر! فإنما هو:
{ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ ۚ }
(النور: 35).
فاحرص أولاً على تحديد الاتجاه!